الحجاب نمط حياة للمرأة المسلمة في تعاملها مع الرجال الأجانب ، بل في تعاملها مع نفسها جسداً وروحاً .
هذه الألبسة التي ترتديها المرأة المسلمة هي مظهر شرعي، تعبر عن الحقيقة
العظيمة التي يجب أن تكون قائمة في حسها، في كيفية تعاملها مع جسدها ،
حفظاً له وصيانة وحماية، وشعوراً بالكرامة ، ورفعة مما يجعلها تأنف من
تبذله وامتهانه.
- وفي إحساسها بكرامتها الإنسانية عند الله حيث صارت أهلاً للتشريف
بالتكليف، فلا تنحطّ للمرتبة البهيمية ، حيث تقصر الحياة على المعاني
المادية الشهوانية .
فالحجاب إذاً برنامج شامل لحياة المرأة المسلمة ، يحكم سائر تصرفاتها ،
وليس فقط غطاء تستر به بدنها ، وإن كان هذا الستر للبدن جزءاً من الحجاب .
من مقاصد الشريعة الأساسية:
حفظ الأعراض ؛ ومن ثم الحفاظ على المجتمع من التفسخ والتبذل ، ولعل ما يرى
الآن في الغرب رأي العين من فواحش وجرائم شاهد على ذلك ، تدل عليه إحصائيات
ثابتة .
وفي الإسلام إجراءات وقائية للمحافظة على الأعراض ، وحماية المجتمع من الرذائل ومن هذه الإجراءات :
1- تحريم الزنا.
2- منع الزواج بالزانيات والبغايا.
3- تحريم الفحش من القول والتلفظ به.
4- تحريم قذف المؤمن أو المؤمنة.
5- تحريم إشاعة الفاحشة .
6- حظر الرجل أن يغيب عن زوجته مدة طويلة .
7- وهو من أعظم التدابير الوقائية : فرض الحجاب على النساء .
8- تحريم التبرج وإظهار الزينة لجلب نظر الرجل .
9- الأمر بغض البصر.
10- تحريم مس المرأة الأجنبية .
11- تحريم الخلوة بالمرأة الأجنبية .
12- تحريم سفر المرأة بغير محرم .
وما تقدم من تدابير وقائية حفاظاً على المرأة قبل أن يكون حفاظاً على المجتمع .
فالحجاب معنى شامل يشمل الهيئة والخلق جميعاً ؛ فالحجاب ستر وطهارة وعفة وإيمان ، وحب الستر من أخلاق الأنبياء .
وعقلاً : إن كل من يملك شيئاً غالياً كان أو رخيصا ؛ فإن من حقه ألا
يستعمله إلا هو أو من له حق فيه وهذه حرية شخصية ، والمرأة تملك جمالها ،
وهي مخلوقة متعبدة لأوامر الله عز وجل ،فلا يحق لأحد أن يستمتع بها ولو
بالنظر إلا من أذن لها شرعاً بذلك كالزوج ؛ فالحجاب إنما هو تعبير عن حرية
المرأة في نفسها ، وإعلان منها أنها ليست نهباً لكل أحد ، ومن هنا تكون
شخصية المسلمة المحجبة التي تقدر نفسها ، لا التي تتبذل وتكون سلعة رخيصة
لا قيمة لها.