عِنَدَمّا يُغَيِّب الْحَبِيْب
عِنَدَمّا يُغَيِّب الْحَبِيْب
يَجِف الْحَبْر بِقَلْب الْقْلُم
وَيَخْتَفِي نَبِض الْقْلُم
وَيَبْهَت لَوْن مَا كَتَب مَاقَد كَتَبَه الْقْلُم
تَرْتَعِد الْانَامِل
تَصْفَر وَتُضْعِف
يَثْقُل الْقْلُم تِلْك الْانَامِل
فَتَرْتَجِف تَعَبَا وَارْهَاقَا
تَتَذَبْذَب وَتَرْتَجِف وَكَان الْصَّاعِقَه حُلَّت بِهَا
تُعْجِز عَن الَحِرَاك
فَتَسْكُن وَتُشِل حَرَكَتِهَا
فِي غِيَاب الْحَبِيْب
تَصْفَر اوْرَاق الْعِشْق
تَتَهَتَّك وَتَتَشَقَّق
تَذْهَب كَالْهَبَاء بِمُجَرَّد لَمَسَهَا
بِغِيَاب الْحَبِيْب
تَرْتَجِف قَوَائِم الْخَشَب
يَنْهَار مَن عَالِيَه الَى سَافِلِه
يَصْدُر ازِيّزا قَاتِلا لِمَن يَسْمَعُه
يَتَقَشَّر وَيَنْشُر خَشَبَه كَالَسِّهَام فِي يَد مَن يَتَكِئ عَلَيْه
يُتَبَخَّر فِنْجَان الْقَهْوَة
فَيُصْبِح لَا قَهْوَة بَعْد الْغِيَاب
يَتَصَدَّع الْفُنْجَان فَيَنْشَطِر
امَّا امَّا امَّا
الْرِّجْل الَّذِي كَان يَكْتُب مُدَوَّنَات عُشْقِه
فَهُو بِجَانِب الْمَكْتَب مُنْهَار لَا يَعْلَم ايْن الْحَيَاة سْتُرديّه
فَقَد نَحَل جِسْمُه وَتُغَيِّر لَوْن بِسَمْتِه
وَكَان وَجْهَه كَمَن هُم يَرْقُدُون بِسَلَام فِي مَقَابِرِهِم
قَد جَفَّت عُرُوْق وَجْهَه
وَبُرِّزَت عِظَامَه
فَفِي غِيَاب الْحَبِيْب
لَاشَي يُكْتَب
وَلَا شَي يَنْطِق
سِوَى الْذِّكْرَيَات
تُعِيْدُهَا وَتُعِيْدُهَا وَتُعِيْدُهَا
الَى ان يَرْجِع
مَن جَعَل كُل هَذَا بِحَالَتِه الّبَائِسَه
وَمَا تَعِيْش الْنَفَس مِن غَيْر صَاحِبِهَا